مصر تستقبل بابا الفاتيكان بحفاوة تؤكد عمق العلاقات والتلاحم الروحي

بابا الفاتيكان يقابل السيسي والطيب ويدعو لإدانة العنف




مصر تستقبل بابا الفاتيكان بحفاوة تؤكد عمق العلاقات والتلاحم الروحي

بابا الفاتيكان يقابل السيسي والطيب ويدعو لإدانة العنف

28 أبريل/ نيسان 2017

زار البابا فرنسيس الكنيسة البطرسية في حي العباسية بالقاهرة حيث لقي نحو ثلاثين شخصا مصرعهم في هجوم بالقنابل شنه تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في كانون الاول / ديسمبر الماضي. وكان يرافقه بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس.

وأثنى البابا فرنسيس على الأقباط القتلى، قائلا إن "دمهم البريء يوحدنا" ويساعد في مداواة الانقسامات التاريخية بين الكاثوليك والأرثوذكس.

وجاء ذلك بعد أن ألقى خطابا في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، دعا فيه كافة القيادات الدينية إلى إدانة العنف المرتكب باسم الدين، كما التقى عددا من كبار المسؤولين في مصر، على رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر أحمد الطيب.

 Image result for ‫الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمنه خلال الجلسة بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان‬‎

يذكر أن البابا فرانسيس وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة في زيارة تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان وهي أول زيارة لبابا روما منذ عام 2000 بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني.

وتشهد عدة مناطق في العاصمة القاهرة تعزيزات أمنية وانتشار كثيف لوحدات التأمين الخاصة من الجيش والشرطة، كما تنتشر وحدات التأمين في شوارع ومخارج ومداخل مصر الجديدة حيث القصر الرئاسي وطريق المطار ومناطق أخرى يتوقع أن يزورها البابا.

وكان بابا الفاتيكان قد بث كلمة متلفزة يوم الثلاثاء وجهها للشعب المصري ونشرتها قناة الفاتيكان الرسمية على موقع يوتيوب، وبدأها بتحية باللغة العربية هي "السلام عليكم".

وأضاف البابا في كلمته: "إني لسعيد حقا أن آتي صديقا ورسول سلام وحاجا إلى الأرض التي قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة".

ومن المقرر أن يشارك البابا فرانسيس البابا تواضروس في الصلاة من أجل ضحايا تفجيري كنيستين في الاسكندرية وطنطا في أحد الزعف أو الشعانين في التاسع من أبريل/ نيسان الجاري.

ويُقام قداس يحضره عدد كبير من المشاركين في ملعب الدفاع الجوي لكرة القدم في القاهرة بقيادة البابا فرانسيس السبت.

وقبيل الزيارة، فرضت السلطات الأمنية في مصر إجراءات أمنية مشددة على المناطق المحتملة لزيارة البابا، والتي تأتي بعد سلسلة هجمات استهدفت مسيحيين في مصر خلال الشهور الماضية تبنتها تنظيمات إسلامية متشددة.

   Image result for ‫الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمنه خلال الجلسة بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان‬‎   

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمنه خلال الجلسة بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان

الرئيس المصري يطالب بضرورة توحيد الجهود الدولية لتجفيف منابع الارهاب

28/04/2017

القاهرة - أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الجمعة أن القضاء على الارهاب يستلزم مزيدا من التكاتف بين كافة القوة المحبة للسلام في المجتمع الدولي مطالبا بضرورة توحيد الجهود لتجفيف منابعه وقطع مصادر تمويله.

   Image result for ‫الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلقي كلمنه خلال الجلسة بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان‬‎

وشدد السيسي في كلمته التي ألقاها في جلسة بحضور البابا فرانسيس بابا الفاتيكان على أن "مصر تقف في الصفوف الأولى في مواجهة " الشر الارهابي " موضحا أن شعبها "يتحمل في صمود وتضحية ثمنا باهظا للتصدي لهذا الخطر الجسيم عاقدين العزم على هزيمته والقضاء عليه".

وأشار الى أن القضاء على الارهاب يحتاج الى استراتيجية شاملة تأخذ في اعتبارها ليس فقط العمل العسكري والأمني وانما الجوانب التنموية والفكرية والسياسية كذلك التي من شأنها هدم البنية التحتية للإرهاب ومنع تجنيد عناصر جديدة للجماعات الارهابية.

وثمن السيسي مواقف البابا فرنسيس الداعمة لتفعيل الحوار مع المؤسسات الدينية المصرية بعد سنوات من التوقف.

وأضاف أن "اعادة اطلاق حوار الأديان بين الكنيسة الكاثيوليكية ومؤسسة الأزهر الشريف تعد خطوة تاريخية سيكون لها أبلغ الأثر في تعضيد الجهود المشتركة من أجل تجديد الخطاب الديني وتقديم فكر ديني مستنير لمواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة والعالم".

وأكد السيسي أن الأزهر الشريف بما يمثله من قيمة حضارية كبرى وما تبذله من جهود مقدرة للتعريف بصحيح الدين الاسلامي وتقديم النموذج الحقيقي انما يقوم بدور لا غنى عنه في التصدي لدعوات التطرف والتشدد ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الارهابية.

وأعرب عن تقديره لمشاركة البابا فرانسيس البناءة في المؤتمر العالمي للسلام الذي ينظمه الأزهر الشريف بالقاهرة مؤكدا حرص قداسته على ترسيخ ثقافة الحوار بين كافة الأديان ولتدعيم قيم المحبة والسلام والتعايش المشترك.

واعتبر السيسي أن زيارة قداسة البابا الى مصر والتي تتواكب مع الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان بمثابة رسالة تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقدير واحترام.

وأضاف أن تلك العلاقات تتأسست على ايمان مشترك بالقيم الأخلاقية الرفيعة التي رسختها الأديان السماوية لتكون دستورا لتعايش البشر على الأرض في سلام ومحبة وأساسا لمنع الصراعات التي لا تنشر سوى العنف والدمار بين أبناء الأسرة الإنسانية.

قداسة البابا فرنسيس

من جهته أكد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في كلمته أمام الجلسة أن العلاقات بين مصر والفاتيكان تتسم بالصداقة والتقدير والتعاون.

وأضاف البابا فرانسيس " ان أرض مصر تعني الكثير لتاريخ البشرية ولتقاليد الكنيسة وما زلنا ننبهر أمام آثارها فمصر هي أم الدنيا " موضحا أن اسم مصر ورد عدة مرات في الكتاب المقدس.

وأوضح أن مصر في الوقت الحالي ترحب بالعديد من اللاجئين القادمين من بلدان متعددة مثل السودان واريتريا وسوريا والعراق وتحاول ادماجهم في المجتمع من خلال جهود كبيرة تبذل في هذا الشأن.

وأشار الى أن مصر تلعب دورا لا غنى عنه في الشرق الأوسط وبين البلدان التي تبحث عن حلول للمشاكل المعقدة لتفادي الانحدار في دوامة عنف أكثر خطورة مثل العنف الأعمى وغير الانساني والناتج عن الرغبات الجامحة للسلطة وتجارة الأسلحة والمشاكل الاجتماعية الخطيرة والتطرف الديني.

وأكد أن لدى مصر واجب فريد في تقوية وتعزيز السلام في المنطقة رغم أنها تعاني من العنف الذي تسبب للعديد من الأسر في الألم مشيرا الى سقوط العديد من الشباب ورجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين المسيحيين وآخرين نتيجة لأعمال ارهابية مختلفة بالاضافة الى عمليات القتل التي أدت الى تهجير المسيحيين في شمال سيناء.

وثمن البابا الجهود التي تبذل من أجل تحقيق العديد من المشروعات القومية وأيضا الكثير من المبادرات التي تم اتخاذها لصالح السلام في البلاد وخارجها من أجل الوصول الى التنمية والازدهار والسلام الذي يريده الشعب ويستحقه.

وأكد أن التنمية الحقيقية تقاس بمدى الاهتمام المكرس لصالح الانسان الذي يمثل قلب التنمية لتعليمه ولصحته وكرامته.

وشدد على أن عظمة أي أمة تتجلى في الرعاية التي تكرسها حقا لمن هم أكثر ضعفا من أفراد المجتمع كالنساء والأطفال وكبار السن والمرضى وذوي الاعاقة والأقليات حتى لا يبقى أي فئة منبوذة أو متروكة على هامش. وأضاف البابا فرانسيس" لا يمكن بناء الحضارة دون التبرؤ من أيدلوجية الشر والعنف والتطرف الذي يهدف الى الغاء الآخر وابادة التنوع عن طريق التلاعب باسم الله ".

وأكد أهمية نبذ الأيدولوجيات المتطرفة مشيرا الى أنه لا يمكن الجمع بين الايمان الحقيقي والعنف ولا يمكن الجمع بين الله وبين القتل بالاضافة الى أن التاريخ دائما يكرم صانعي السلام ومن يناضلون من أجل عالم أفضل.



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
حقوق الطبع 2007 - تيميس.كوم الشرق الاوسط